فيلم House of Gucci.. آراء متضاربة في أسطورة “Gucci”
قبل صدور الفيلم في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، كانت قد صدرت أحكام النقّاد السينمائيين فيه بعد العروض الخاصة بالصحافة السينمائية. وقد جاءت أحكام نسبة كبيرة منهم قاسية، إذ صنفوا الفيلم بالحالة الفوضوية، على الرغم من إطراء البعض على أداء الممثلين مثل الممثل العريق “Al Pacino” بدور “Uncle Aldo” و “Jeremy Irons” بدور “Rodolfo Gucci”، والنجمة “اللايدي غاغا” بدور “Patrizia Reggiani”.
ما هو مثير أن الفيلم يروي قصة حقيقية تتضمن جريمة قتل حصلت فعلاً. إنه قصة إمبراطورية “Gucci” دار الأزياء الإيطالي العالمي الشهير الذي أسسه وأدار أعماله “Rodolfo” وأخاه “Aldo”. عندما تم الإعلان عن أسماء الممثلين المشاركين في الفيلم، أصبحت التوقعات عالية جدّاً بصدور فيلم بمستوى الأفلام الحائزة على جوائز الأوسكار. فبمجرّد سماع إسم “Al Pacino” إلى جانب “Irons” بالإضافة إلى “Gaga” و “Salma Hayek” و”Jared Leto”، لا يمكن سوى توقّع فيلم مدوّي في عالم الأفلام، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال بحسب النقّاد، وصنّفوه بأنه أقرب إلى مستوى المسلسلات التلفزيونية الطويلة (Soap Operas)، خصوصاً لكون مدّته الطويلة (157 دقيقة) أدخلته في نفق الملل.
قد يظن البعض أن الفيلم سوف يتمحور حول جريمة القتل، أي مقتل “Maurizio Gucci” (Adam Driver) إبن الإمبراطور الأب على يد قاتل مُستأجر من قِبل زوجته “Patrizia” عام 1995، عِلماً أن المخرج “Ridley Scott” قد تعمّد إظهار قصة الحب التي جمعتهما وأدت إلى زواجهما على الرغم من معارضة الأب لهذا الزواج، غير أن “Maurizio” الذي كان يتعمّد الإبتعاد عن أعمال عائلته، لم يأبه بمعارضة والده للزواج.
بعد زواجه ومرور القليل من الوقت، أعادت العائلة الترحيب به وبزوجته إلى حضن العائلة، وفي الوقت ذاته بدأت مخططات “Patrizia” لإعادة إنخراط زوجها بأعمال العائلة وجعله هو صاحب الكلمة النافذة.
ذكر بعض النقّاد أن رغبة المخرج بجعل أحداث الفيلم تدور حول العائلة وأعمالها، وكيفية نشوء هذه الإمبراطورية، وليس حول جريمة القتل كانت واضحة جدّاً، لكونه مرّ مروراً سريعاً على اتهام “Patrizia” بالجريمة وصدور الحكم بسجنها تسعة وعشرين عاماً، ولم يُظهر أي من تفاصيل كشف الجريمة ومعرفة الحقيقة.
قد يكون هذا ما أدى إلى وصف الفيلم بالحالة الفوضوية لكون شخصية “Patrizia” هي التي تُحرّك القصّة والأحداث من البداية، في حين أن تفاصيل أعمال العائلة لم تتمتع بنفس مقدار التشويق.
هذا ما ركّز عليه النقّاد حين ذكروا أن الفيلم الدعائي (Trailer) قدّم صورة مغايرة جداً عمّا شاهدوه في الفيلم، وقد شكل هذا الأمر نقطة أساسية في ملاحظاتهم السلبية.
أجمع النقّاد بأن الفيلم لا يخلو من المضمون الدسم لكونه قصّة حقيقية لصرح كبير في عالم الأزياء، لكن تنفيذه، وبالرغم من وجود ممثلين عُظماء قدّموا الأفضل لخدمة القصّة، خلا مما كان متوقّعاً.
أمّا روّاد السينما فقد صوتوا للفيلم بإيجابية، وأثنوا على أداء الممثلين وخصوصاً لناحية التجربة التمثيلية الجديدة لـ”Lady Gaga” ذات البصمة المميزة في عالم الغناء.
منال زهر